الفتق هو عبارة عن حالة يتحرك فيها جزء من الأمعاء من موضعه الأصلي ، عبر منطقة ضعيفة في جدار البطن ، فيظهر على شكل نتوء أو بروز في تلك المنظقة و ذلك بسبب الضغط الشديد للبطن . كما هو الحال عندما يقوم الشخص بالضغط ببطنه لإخراج البراز أثناء قضاء الحاجة ، كذلك أثناء السعال أو العطاس أو رفع الأجسام الثقيلة فيشتد الضغط في البطن.

عادة ما تشمل أعراض الفتاق ، وجود إنتفاخ أو بروز في المنطقة المصابة و يكون أكثر وضوحا عند الوقوف ، كما أنه يسبب الألم و خاصة عند الاحناء أو السعال أو رفع الأشياء، بالإضافة إلى أن هناك بعض الحالات تكون لديها إضطرابات في البطن ، كالإحساس بعدم الراحة في منطقة البطن أو الاحساس بالحرقة . وإذا كان الفتق موجودا في منطقة الحجاب الحاجز فقد يسبب بارتجاع الحموضة أو ألم في الصدر أو الصعوبة في البلع.

أنوع الفتاق

أما عن أنواع الفتاق ، فله أنواع عديدة منها :

1- الفتاق الأربي

يحدث نتيجة إندفاع جزء من الأمعاء عبر منطقة ضعيفة في الجزء السلفى من جدار البطن عند القناة الأربية ، حيث أن هذه القناة يمر من جلال الحبل المنوي المسؤول عن حمل الخصيتين عند الرجال أكثر من النساء . عادة ما يكون مصحوبا بآلام موضعية أو حارقة ، وقد يزداد الألم في حال السعال أو العطاس او اثناء الضغط بالبطن لإخراج البراز .

2- الفتاق السري

هي الحالة التي يتحرك فيها الأمعاء إلى الخارج ( أي في منتصف البطن ) مما يؤدو إلى ظهور نتوء في السرة.

3- الفتاق الجراحي 

هو الفتق الذي يحدث في مكان جرح العملية الجراجية مما تسبب في ضعف عضلة جدار البطن ، و تزداد إحتمالية الإصابة بهذا النوع من الفتاق عند إصابة الجراحة بالاتهابات، وهناك أنواع أخرى من الفتاق ، مثل : الفتق الفخذي، وفتق الحجاب الحاجز.

أسباب الفتاق

فيما يخص أسباب الفتاق، فهناك عدة عوامل مجتمعة و منفردة تكون سببا في الإصابة به . حيث أن من أهمها هو وجود عيب خلقي في جدار البطن و الحجاب الحاجز . و يكون لذلك أثرا في ضعف الأنسجة العضلية في تلك المنطقة و من العوامل أيضا :
  • رفع الأجسام الثقيلة ، إذ يتطلب المزيد من الجهد ، فبالتالي يعمل ذلك على ضغط و شد الجسم و أيضا توسيع الرئتين و دفع الحجاب الحاجز إلى الأسفل مما يسبب الضغط الزائد في البطن .
  • الحمل ، وذلك من حيث وجود الجنين داخل الرحم وقد يؤدي إلى زيادة الضغط في البطن .
  • مشاكل الجهاز الإخراجي ، سواءا كان في البراز أو البول وذلك من حيث وجود حالات الامساك أو تضخم البروستات
  • السعال الحاد أو العطاس الشديد ، و الذي يكون ناجما عن الإلتهاب في الجهاز التنفسي أو مرض مزمن مثل : السل
  • السمنة المفرطة
  • السعال المزمن بسبب التدخين

الوقاية من الفتاق

يأتي دور المعرفة لكيفية الوقاية من الفتاق ، إذ يمكن منع حدوثه عن طريق الحفاظ على معدل الضغط في البطن على ان يكون في المعدل المناسب مع القليل من تقلص العضلات في منطقة البطن و ذلك على النحو التالي :
  1. السيطرة على وزن الجسم و عدم بلوغ حد السمنة المفرطة
  2. تناول الأغذية الغنية بالألياف بشكل منتظم ، وذلك لتفادي حالات الأمساك
  3. تجتب رفع الأشياء الثقيلة
  4. رفع الأشياء بالطريقة الصحيحة و السليمة
  5. الإقلاع عن التدخين
  6. زيادة الطبيب في حال وجود السعال المستمر

طرق علاج الفتاق

قبل معالجة الحالة يقوم الطبيب بالتشخيص المبدئي عن طريق الفحص البدني الخارجي ، فإذا تم الإشتباه بوجود نتوء أو بروز في منطقة البطن أو الفخذ ، فسيطلب الطبيب من المريض بالوقوف و محاولة السعال من أجل رؤية أعراض الفتاق بشكل أوضح ، وقد يكون التشخيص أيضا عن طريق عمل أشعة مقطعية أو التنظير الداخلي أو الفحص بالموجبات فوق الصوتية .

عادة ما يتم معالجة حالات الفتاق بالعمليات الجراحية و خصوصا في الحالات التي تعاني من ألام شديدة أو زيادة في حجم الفتاق . كما أن هناك بعض العلاجات الدوائية التي قد يستخدمها الطبيب مع المرضي في حالات الفتاق البسيط . وذلك لتخفيف الأعراض و العوامل التي تؤثر على الجسم في حدوث الفتقـ مثل إعطاء أدوية موسعات القصبة الهوائية للحد من السعال ، وذلك للمرضي الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي و أمراض الرئة أو أدوية مدرات البول للحد من زيادة السوائل في البطن

على كلٍ ، فإن مسألة علاج الفتاق بالأدوية هي مجرد علاج لفترة مؤقتة ، إلى أن يحين وقت التدخل الجراحي للحالة ، حيث أن العلاج الجراحي هو الملاذ الأخير لحالات الفتاق وذلك إما بسبب المعاناة من الألم أو الزيادة في حجم الفتاق

أما عن طريق الجراحة فسوف نتحدث عن طريقتين منها وهما :

1- الجراحة المفتوحة

هي إجراء يتم فيه إحداث شق في المنطقة المصابة بحيث يتمكن الجراح من خلاله إعادة العضو إلى مكانه الأصلي و من ثم وضع شبكة لتعزيز و دعم منطقة العضلة الضعيفة التي تسببت بحدوث الفتق.

2- الجراحة بالمنظار 

هي عملية التنظير بستخدام معدات خاصة ، يتم من خلالها إحداث شقوق صغير و إدخال المنظار ، كما أن هذه التقنية تكون أقل ألما وأسرع في الشفاء بحيث يمكن للمريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم ، ويكون قادرا على ممارسة أنشطته المعتادة في غضون أسابيع قليلة.

الخلاصة : ينبغي عدم ترك أعراض الفتاق دون علاج ، فإنه يسبب مضعفات أخري في الأمعاء ، كما أنه قد يسبب الألتهاب و الالم في منطقة الفتق بالإضافة إلى أنه قد يؤدي إلى مشكلة إختناق الفتق المسبب بانقطاع تدفق الدم إلى النسيج المحتجز مما يسبب خطرا على الحياة.

calendar_month10/07/2024 17:07   visibility 212